زهد و رغبة

بقلم: منال صالح

هناك من تنهال عليهم المشاعر، ولكن يقابلوها باللامبالاة، ويقابلوا الإحسان بالإساءة،

وهنا نقصان حظ ليس لمن يهب المشاعر بسخاء، ولكن للمستقبل الذي لا يبالي لأنها أتت إليه دون زيف بكل صدق،

وهنا فقد الصدق الذي لا يجده في جميع من يقابله..

وهناك من يرغبون في من لا يكترث لهم، وهنا تأتي مذلة النفس، وظلمها والتقليل من كرامتها فمن ابتعد لا تجري خلفه،

ابتعد عندما تشعر بالغربة فهذا الوطن

ليس موطنك، ولا تحارب في موقع ليس موقعك..

ومن تهون عليه نفسه الجميع يقلل من قدره وكرامته، وهنا تأتي الخسارة خسارتين خسارة النفس،

وخسارة وهب المشاعر لمن لا يقدرها، وقام بإهمالها وتجاهلها، وهنا تأتي المعاناة ، ودموع الفقد، والتشتت،

وإهدار الكرامة على من لا يستحق..

ليس جميع البشر على حد سواء فهناك من يمنح العطاء بسخاء إلى حد الاستغلال،

وهناك من يبالغ بالاهتمام إلى حد الملل، وهناك كثير التسامح مما يؤدي إلى كثرة الأخطاء..

وهنا لا يحدث التكافؤ بين الطرفين ، ويختل التوازن، ويصبح هناك طرف يتألم، وطرف لا يبالي..

وذلك بسبب الإفراط في المشاعر وزيادة العاطفة، وإلغاء العقل بشكل مفرط،

وهنا الصديق أو الحبيب “رفيق الدرب” أو القريب يجد بأن ذلك واجب إلى أن ينسى الطرف الآخر حقوقه،

وهنا تقع المشكلة التي تتسبب في الوجع والغدر والخذلان..

فيجب أن يكون الطرفين لهما نفس الحقوق والواجبات لكي لا يميل طرف على الآخر وللاستمرار بينهما

لأن كل شيء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده..

وهذا يأخذنا إلى قول الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه

“زهدك في راغب فيك نقصان حظ، ورغبتك في زاهد فيك ذل نفس”

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.