سِتُّ المَدائن…للشاعر / عبدالعزيز جويدة

سِتُّ المَدائن

الشاعر / عبدالعزيز جويدة
❤️

سِتُّ المدائنِ
في صباحِ العُرسِ
تَستلقي على كتِفِ الذينَ سيعبُرونْ
إني أرى في الأفقِ قتلى يَنهضونْ
كنَّا نُحيلُ حديثَكم شعرًا
ونسألُكم : لماذا تصمُتونْ ؟
عددُ المنافي داخلي
يزدادُ يومًا بعدَ يومْ
يمتصُّني حزنُ المنافي والسجونْ
مازلتُ أعبرُ ضَفّةَ النهرِ المقابلِ
ثم أرسُمُ فوقَ أعمدةِ الإنارةْ
صُوَرًا لقتلَى يضحكونْ
لِمَ كلما شاهدتُكم
أُلقي السلامْ
وأُديرُ ظهري
بعدَها تتغامزونْ ؟
ألقيتُ قلبي ذاتَ يومٍ
للغرامِ
وما سألتُهُ : مَن تَكونْ
قد كنتُ أبحثُ داخلي عن واحةٍ
يرتاحُ فيها المُتعبونْ
الريحُ عكسُ سفينتي
والموجُ عاتٍ مُنيتي
وجميعُ رُكَّابِ السفينةِ عاجزونْ
أنا داخلي عشرونَ ألفَ قضيَّةٍ
وقضيَّتي الأولى
أنا
مَن ذا أكونْ ؟
أنا مُتعبٌ مِن كلِّ شيءٍ داخلي
وبداخلي مِليونُ طفلٍ
كلُّهم يبكونْ
أشتاقُ لامرأةٍ رسمتُ حدودَها
في كلِّ أوردتي ومرَّتْ
ذاتَ يومٍ في سُكونْ
هي حدَّثتني ذاتَ يومٍ واختفَتْ
لِمَ بعدَها لا نلتقي ؟
وأظنُّ هذا لن يكونْ
مزروعةٌ كلُّ البساتينِ الجميلةِ
في عيونِ حبيبتي
شَمَمَ النخيلِ
حدائقَ الزيتونْ
كم واعدَتني أن تَجيءَ وأخلفَتْ
وسألتُ عنها في الطريقِ
وما أجابَ العابرونْ
سِربُ الخيامِ يَلوحُ في الأفُقِ البعيدِ
وكلُّ أطفالِ المدارسِ رابضونْ
إنَّ الخيامَ كثيرةٌ جدًا
وما مِن خيمةٍ
إلا وتحتَ سياطِها
جلسَ الصغارُ ويُجلَدونْ
يَمشونَ نحوَ الموتِ في نَهَمٍ
لكنَّهم في الصبحِ إذ يستيقظونْ
يتساءَلونْ :
يا سادتي
قلتم لنا يومًا بأنَّا عائدونْ
خمسونَ عامًا قد مضتْ
يا سادتي
فمتى يكونْ
ومتى نكونْ
ومتى نُغنِّي “راجِعونْ” ؟

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.