صداقه الأرواح

صداقه الأرواح

 

بقلم: هبه كمال

سنظل نبحث في أرواح من نقابلهم طيلة حياتنا عن أشباه أرواحنا، فيعلق بالذهن من تركوا الأثر ويسقط من الذاكرة من لم يترك البصمه علىٰ هامش أذهاننا.

 

وصدق رسول اللّٰه صل اللّٰه عليه وسلم حين قال: “الأرواح جنود مجندة من تعارف منها ائتلف ومن تنافر منها أختلف”،

وقال اللّٰه تعالىٰ: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا”.

أي فالروح من السماء فلها سر عجيب لا تخضع لقوانين البشر أو الطبيعه أو المنطق، أما الجسد فخُلق من طين يخضع لقوانين الطبيعه والمنطق.

وهناك علاقه بين الجسد والروح رغم أنهما مختلفان، فقد خلق اللٌٰه الجسد لتكون وعاء للروح فلا تستقيم أو تبقىٰ إلا في الجسد السليم أو ببقاء الجسد.

 

وفي الحياة قد نتعرف علىٰ زملاء العمل أو الدراسه من خلال أشكالهم بمختلف أجناسهم ولكن ربما نقابل في الحياة شخص لأول مرة ونجالسه وكأننا نعرفه منذ زمن بعيد، أو تشعر الأرواح براحة وطمأنينة لا حدود لها.

 

أجل…فهي صداقه الأرواح

فعادة كي يحدث تأقلم للصداقه يحتاج منا للكثير من الزمن والعشرة ولكن صداقه الأرواح تختلف عن صداقه الأجساد، فالأرواح لن تجد فيها عداوة ولكن الأجساد ستجد فيها مصالح متضاربه، عداوة، غيره، غيبه، نميمه.

 

فنعم يا رسول اللّٰه الأرواح جنود مجنده أي أشباه الأرواح تختلف وتنجذب حزب الصالحين وحزب الطالحين كلًا ينجذب لشبيهه فهذه هي سنة الحياة.

فالروح تبحث عن اللّٰه كي تعبده، أما الجسد فيبحث عن طعام ليبقىٰ ويقوىٰ فشتان بين الروح والجسد ولكن قد جمع اللّٰه بينهما رغم الاختلاف.

وأخيرًا…

فجميل أن نبحث عن صداقة الأرواح لأنها هي الأقوىٰ والأصدق والأجمل والأبقىٰ، فهي صداقة بعيده كل البعد عن المصالح والعِشرة أي حبًا خاليًا وفطريًا، فأعلم أنك شبيه لهذا الشخص أو لروحه.

فإن أحببت مخادع أو كاذب فتأكد أن روحك مثله، وإن أحببت مفكرًا أو رجل دين أو عبقريًا فأبشر لأنك تطابقه.

فروحك جندت بطبيعة هذه الروح أو تأقلمت معها فكلًا حسب شاكلته بالخير أو بالشر،

فانظروا من تصادقون لأنهم أشباه أرواحكم.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.