صفاء حجازي: أيقونة الإعلام المصري والمرأة الحديدية التي لا تُنسى

صفاء حجازي: أيقونة الإعلام المصري والمرأة الحديدية التي لا تُنسى

 

صفاء حجازي لم تكن مجرد إعلامية بارزة، بل رمزًا للمرأة المصرية القوية التي تخطت الصعاب وحققت نجاحات غير مسبوقة.
في هذا المقال، نستعرض حياتها الشخصية والمهنية، ونكشف كيف استحقت عن جدارة لقب “المرأة الحديدية”.

 

كتبت /داليا حسام

 

حياتها الشخصية والبدايات

وُلدت صفاء حجازي عام 1962 في مدينة المنصورة، محافظة الدقهلية، ونشأت في أسرة متوسطة دعمت طموحاتها. منذ طفولتها، عُرفت بذكائها الحاد وشغفها بالتعلم. أكملت تعليمها الثانوي في المنصورة قبل أن تلتحق بكلية التجارة بجامعة المنصورة، حيث حصلت على بكالوريوس التجارة.

على الرغم من أن دراستها لم تكن مرتبطة بمجال الإعلام، إلا أن شغفها بالكتابة والعمل الصحفي دفعها للبحث عن فرصة في هذا المجال. كانت شخصيتها الجادة وطموحها اللامحدود مفتاحًا لدخولها إلى عالم الإعلام، الذي كان حكرًا على عدد قليل من النساء في ذلك الوقت.

 

صفاء حجازي خارج الأضواء

صفاء حجازي
صفاء حجازي

وعلى المستوى الشخصي، كانت صفاء شخصية هادئة ومتواضعة. رغم مسؤولياتها الكبيرة في العمل، أولت عائلتها وأصدقائها اهتمامًا خاصًا، وحرصت على أن تكون دائمًا قريبة من الجميع. كانت متزوجة ولديها ابن وحيد، حيث كان دعم عائلتها أحد الأسباب الرئيسية لنجاحها.

صفاء كانت تؤمن بأن العائلة هي الملاذ الأول الذي يمنح القوة في مواجهة تحديات الحياة. ورغم انشغالها بعملها الإعلامي، استطاعت تحقيق توازن ناجح بين حياتها المهنية والشخصية.

 

رحلتها المهنية: من البداية إلى القمة

 

بدأت صفاء حياتها المهنية كصحفية اقتصادية في مؤسسة “أخبار اليوم”، حيث أثبتت نفسها سريعًا بفضل دقتها واهتمامها بالتفاصيل. لاحقًا، انضمت إلى التلفزيون المصري كمراسلة إخبارية، وكان هذا المنصب نقطة تحول كبيرة في مسيرتها.

 

أبرز المحطات في عملها كمراسلة

تغطية حرب الخليج الثانية (1991): كانت صفاء واحدة من المراسلات القلائل اللواتي نقلن الأحداث من قلب المعركة، وأظهرت شجاعة كبيرة في التعامل مع المواقف الصعبة.

تغطية القمم والمؤتمرات الدولية: أتاحت لها هذه المهام لقاء أبرز الشخصيات السياسية وصقل مهاراتها الإعلامية.

العمل داخل مصر: ساهمت في تغطية الأحداث المحلية الكبرى، ما جعلها من أبرز الأسماء في التلفزيون المصري.

 

مرحلة تقديم البرامج

 

بعد نجاحها كمراسلة، انتقلت صفاء لتقديم البرامج، حيث لمع نجمها في برنامجها الشهير “بيت العرب”. قدمت من خلاله قضايا تخص التعاون العربي والهوية الثقافية بأسلوب مميز جمع بين العمق والبساطة.

 

التحديات الصحية واللقب الذي صنع التاريخ

في أوج نجاحها، تعرضت صفاء حجازي لمرض نادر في العمود الفقري أجبرها على الابتعاد عن العمل لفترة طويلة. خلال هذه الفترة، خضعت لعلاج مكثف وعادت إلى الشاشة بعد عام من التحدي والصبر.

كانت هذه التجربة بمثابة اختبار حقيقي لصمودها، وأثبتت أنها قادرة على تخطي كل الصعاب. أطلق عليها زملاؤها لقب “المرأة الحديدية”، ليس فقط لصمودها أمام المرض، ولكن أيضًا لصلابتها في إدارة الأزمات داخل العمل.

 

قيادة اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري

 

في عام 2016، أصبحت صفاء حجازي أول امرأة تتولى رئاسة اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري. في هذا المنصب، قادت إصلاحات واسعة النطاق، منها:

. تطوير المحتوى الإعلامي ليلبي احتياجات الجمهور المصري.

. إعادة هيكلة القطاعات الداخلية لتحسين الأداء.

 

العمل على تحسين وضع العاملين في ماسبيرو.

 

اقرأ أيضاالمنتدى المصري للاعلام ينعي الاعلامية صفاء حجازي

. التركيز على تقديم إعلام هادف يعكس روح الهوية المصرية.

رغم التحديات المالية والإدارية، تمكنت صفاء من تحقيق نجاح ملحوظ خلال فترة قصيرة، مما عزز مكانتها كقائدة بارزة.

 

الصفات الشخصية التي صنعت أسطورتها

 

صفاء حجازي كانت تجمع بين القوة والإنسانية، الحزم والتواضع. كانت تؤمن بأن النجاح الحقيقي يأتي من الإيمان بالذات والعمل الجاد.

التواضع: رغم مكانتها الرفيعة، تعاملت مع الجميع باحترام.

الإصرار: كانت رمزًا للصمود أمام التحديات.

الاحترافية: قدمت نموذجًا يُحتذى به للإعلاميين في الالتزام والابتكار.

 

وفاتها وإرثها الإعلامي

 

في مايو 2017 رحلت صفاء حجازي بعد صراع طويل مع المرض. كان خبر وفاتها صدمة كبيرة للعاملين في الإعلام والجمهور الذي أحبها واحترمها.

تركت وراءها إرثًا إعلاميًا خالدًا وشخصية ملهمة للمرأة المصرية الطموحة. أثبتت أن النجاح لا يأتي بسهولة، لكنه ممكن بالإصرار والعمل الجاد.

 

أسطورة المرأة الحديدية

 

صفاء حجازي ليست مجرد اسم في تاريخ الإعلام المصري، بل هي رمز للأمل والصمود. قصة حياتها تمثل درسًا في التحدي والإرادة لكل امرأة تسعى لتحقيق أحلامها. ستظل ذكراها حاضرة في قلوب المصريين، كإعلامية عظيمة وإنسانة ملهمة.

اقرأ أيضا هنا القاهرة .. ماسبيرو 60 سنة بين ثورتين بقلم الكاتب مصطفي كمال الأمير

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.