عفوا سيدي الرئيس
كتبت
فاتن نصر
========
كل مصري يستشعر قيمة المسئولية
يدرك تماما أهمية استمرار السيد الرئيس لفترة ثانية …..فنحن في حاجة لاستكمال البناء والعمل الجاد
ولسنا على استعداد لتجربة قد تهدم مابدأ البناء فيه والنتائج مبشرة بل وفي بعض المجالات مبهرة
لايعني هذا بالطبع الاستمرار للأبد ولكن وبموجب الدستور لفترتين متتاليتين …. ولاغضاضة في ذلك طالما رأى الناس أن البناء في حاجة للاكتمال
فالأربع سنوات في تاريخ بلد أوشك على الانهيار في وقت عصيب لاتكفي لاستعادة البناء بالشكل الكافي …
وكلنا يدرك أن مصر تم تجريفها على مدى أكثر من ستة عقود فأصبحت تحتوي هياكل جوفاء …. هشة … لم تلبث أن سقطت أمام ثورة الشعب في ثورة يناير المجيدة وموجتها التالية في يونيو ….
حتى وصلت بالفعل إلى حالة عبر عنها الرئيس بالتعبير المناسب للحالة … شبه دولة .
والمتابع بحيادية و موضوعية يرى أن مصر بدأت في استعادة شكل وهيبة الدولة التي غابت عنها عقودا طويلة ..وإن كان الطريق لم ينته بعد فالفساد الذي تجذر في كل شبر في مصر يضرب الكثير من الجهد ويسعى بكل قوته لإعاقة استمرار البناء الذي سيقضي على إمبراطورية الفساد حال اكتماله ..
ومن هنا فهو يضرب بكل قوته حفاظا على أرضه التي استولى عليها من دم المصريين
هذا هو في رأيي موقف المواطن المصري الذي ليس له في الكون إلا بلده والتي يحلم لها بعودتها لمكانتها التي تستحقها
والذي يؤيد الصح ويشير على الخطأ لإصلاحه
بلا أي مصلحة إلا وطنه فهو لايرى غيره
والآن و مع اقتراب انتهاء فترة ولاية السيد الرئيس الأولى وترشحه لفترة ثانية …حول إعادة انتخابه نقف أمام نوعين من البشر
النوع الأول
كاره لأي خير لمصر طالما لم يأت عن طريق سيدِه ..وأسيادهم كثير ما بين تيارات متطرفة مختلفة
من أقصى اليمين لأقصى اليسار …
بينهم ظاهر تماما في اهدافه الهدامة تجاه مصر وبعضهم يدس السم في العسل
وهدفهم واحد هو هدم مصر طالما لايحكمونها مهما اختلفت طرق الهدم لها …
هدمهم الله قبل أن تمتد أياديهم السوداء لهدمها
النوع الثاني
لايقل خطرا عن النوع الأول …إن لم يكن أخطر
ويقيم الحفلات لإعلان التأييد والولاء…ولا يكف عن ترديد الشعارات
… وينفق الآلاف والملايين أحيانا … و يرفع اللافتات وينشر الإعلانات مؤيدا للرئيس ويجوب انحاء البلاد بحجة حشد الدعم للرئيس رافعا راية الوطنية… وهذا النوع خطورته تكمن في أنه يرتدي قناع الولاء ويسعى لحشد التأييد داخليا وخارجيا
ولكنه للأسف
يأتي بنتيجة عكسية تماما …. خاصة لو تصدرت مشهده شخصيات معلوم عنها أنها ليست فوق مستوى الشبهات
مايقوم به البعض باسم حملات التأييد لترشح الرئيس لفترة ثانية أمر مستفز تماما للمصريين المؤيدين بالفعل للاستمرار لفترة ثانية
بعض هذه الحملات بما تنفقه من أموال طائلة مهما قلت فهي مهمة لمشروعات التنمية في مصر تحقق نتيجة عكس ماتدعو له تماما …مما يثير الشك في أنها أصلا تهدف لغير ماتعلن
في فكرة رد الفعل العكسي …لاتعطِ أمر مباشر لفلان بألا يفعل كذا … ولكن كرر الإلحاح عليه بأن يفعل أمر ما ….
تلقائيا تجده يفعل عكس ماقلته وهو الذي أردته من البداية ولكن باستخدام أساليب علم النفس العكسي
وقد لمستها بالفعل في هذه الفترة
فعندما يرى مثلا المصري بالخارج نواب من البرلمان يأتون تحت شعار حملات تأييد للرئيس ويرفعون لافتات واضعين فيها صورهم بحجم صور الرئيس و يقيموا الحفلات ويدعون لها نماذج بعينها …. وبالطبع نواب البرلمان لا يأتون على نفقتهم الخاصة فقد عهدناهم دائمي المطالبة بمكاسب أكثر
بالتأكيد
هذا يستفز المصري بالخارج…
و قد يكون سببا في إحجامه عن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي عندما يرى من يتصدر المشهد نماذج لايثق فيها
كل هذه الأمور تجعل القرار محسوما بالإحجام عن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي برغم أهمية إبراز صورة المشاركة الإيجابية
وهنا مكمن الخطورة فلايمكن إجبار الناس … بعد أن رأوا من يثقون في نفاقهم يتصدرون المشهد برغم أنه لو لم يكن هؤلاء قد ظهروا في الصورة لكانت النتيجة أفضل مليون مرة
يزيد من خطورة الأمر تبني الجهات الرسمية لهذه النماذج التي لايراها المصريين ممثلين لهم بل عليهم
ومن هنا تكون النتيجة على غير المراد
عفوا سيدي الرئيس
مصر يبنيها أولادها المخلصين وهم لايحتاجون لجملات تتكلف الملايين من قوت الشعب … خاصة والمشاريع التنموية أولى بكل مليم
بالتأكيد لا للتعميم وليس كل من يؤيد منافق
ولكن بالتأكيد كل رافض لتلك الحملات المعتمدة بالدرجة الأولى على الاستعراض الإعلاني ليبرز اسمه على الساحة الإعلانية ..مخلص لمصر …ومؤيد حقيقي لقيادة مصر
قلت إعلانية وليست إعلامية … فأي دارس لمباديء الإعلام يدرك أن تلك الحملات للتأييد مردودها عكسي تماما خاصة مع انعدام المنافسة
فموقف السيد الرئيس محسوم …
وحتى المنافس الوحيد للسيد الرئيس مؤيد له وكان زعيما لحملة مؤيدون … لدعم السيد الرئيس في الانتخابات
سيدي
فخامة رئيس جمهورية مصر العربية
ليتهم يدركون أن شخصية سيادتكم لاتقبل هذا النمط البشري الذي لايحترم ذكاء الشعب …. والذي يؤيد قطاع كبير جدا منه مد الفترة الرئاسية حتى دون حاجة لإجراء انتخابات
وإلى أصحاب هذه الحملات
أتتم تحققون تماما مايريده أعداء مصر حتى ممن هم للأسف أولادها من الدعوة لتقليل نسب المشاركة
كفوا عن هذه اللعبة
فهي لاتنطلي على شعب قام بثورة يناير المجيدة …ومد موجتها الثانية في يونيو …
وسيظل مقيما لها حتى تعود مصر إلى مكانتها التي تستحقها وعلى يد رجال مخلصين من أبناء مصر ساعين بجدية للبناء
———————————-
فاتن نصر