فساد الألعاب الرياضية ، تحطيم أحلام الأبطال….

فساد الألعاب الرياضية ، تحطيم أحلام الأبطال….

كتبت: زينب النجار…

جدل واسع في مصر بعد أختفاء المصارع البطل أحمد بغدودة البطل الأولمبي الذي أختفئ في تونس وسافر إلى فرنسا ليبحث عن حياة ….
كان من فقره لا يستطيع شراء حذاء يلعب به ، وكان أبوه “يشحت” له الحذاء ….

وأطل علينا وزير الشباب والرياضة وقال أن البطل الأولمبي مثله يكلف الدولة (2 مليون دولار) ، أي حوالي (80 مليون جنيه)

والوزير كان صادق بحديثه بأوراق ومستندات موثقة والملايين تم صرفها ، فأين إذن تذهب هذه الملايين ، وفي جيب من تدخل …

إذا كان البطل نفسه لا يجد ثمن حذاء يلعب به ؟
فأين ملايين الدولارات الذي صرفت عليه….

أحمد بغدودة: نجم مصر في المصارعة الرومانية وحصل على المركز الثاني في وزن 63 كغم، في إطار الاستعدادات لخوض دورة الألعاب الأولمبية “باريس 2024….
يبلغ من العمر 22 عاماً ويدرس بكلية التربية الرياضية جامعة كفر الشيخ تم إعداده ضمن المشروع القومي للموهبة والبطل الأولمبي الذي تشرف عليه وزارة الشباب والرياضة …

عاني من التهميش وتعرض لضغوط لا يتحملها بشر على حد قول والده ، وأضاف بأن نجله كان يحلم بالحصول على ميدالية أولمبية ولكنه يلعب ولم يحصل على أي مستحقات سوي 2200 جنيه حصل عليها لمدة شهرين فقط ولم يحصل لمدة 12 عام على أي مبالغ من إتحاد المصارعة”

وأكمل والده أنه حصل على دعم 16 ألف جنيه خصم الأتحاد منه 14800 جنيه بحجة الضرائب “وأضاف أنه يعمل على توك توك ومنه يصرف على نجله من مصدر رزقه ، وليس إتحاد المصارعة
كما أضاف بأن إبنه تسول حذاءه للعب به في البطولة من زملائه….

أحمد مثله كمثل الكثير من الشباب بمصر يحلم بالوصول للألمبياد والعالمية، ورفع أسم بلده عاليًا ، لكنه لم يجد من يساعده ويسانده للوصول لحلمه ، فأصاب بخيبة أمل كبيرة ..

قصة أحمد ليس بالقصة الأولي فقد سمعنا قصص مشابهة لأبطال سابقين..

كما أننا نعلم جيد الفساد الرياضي الذي يشمل كل الألعاب الرياضية ، ونعلم أيضا أن أدارة الرياضية بمصر أصبحت تدار في غرف مظلمة يتحكم بها بعض المرتزقين ، ونعلم من يشوها فنحن نعلم من هم السوس الذي ينخر جسم الرياضة
وهذا ليس بجديد علي الرياضة فقد تداولت من قبل وقائع فساد رياضي أثيرت ومست رياضيين وإداريين في دوائر بعض ألألعاب الأولمبية والإتحادات والكيانات الرياضية وخصوصا كرة القدم …
فأن فساد الرياضة متعلق حول المصروفات في غير محلها وتبديد أموال وأستغلال ميزانيات لاعبين وأبطال ، وأختلاس الأموال المخصصة للدعم ومكافآت الأبطال ، غير الواسطة والمحسوبية التي تتحكم بالرياضة….

فأن أسوأ ما فى الحياة أن يعيش البطل فى بلده ، وهو لا يعرف هل له مستقبل ، ولا يدري شيئًا عما سوف يحمله له الغد
حتى الحلم لم يعد الشباب قادرين عليه مهما حاولوا ..
خاصة أنهم ولدوا وتربوا فى بلدهم مصر التى ما كانت هكذا أبدًا فى يوم من الأيام حتى فى وقت الحروب ، وفى أحلك الظروف كانت آمالنا وأحلامنا تسع العالم كله ، وتكاد تكون بلا حدود ، وكنا ننام ونصحو على الأمل رغم قلة الحيلة ، وصعوبة الظروف ، وقسوة التحديات …
إلى أن جرى لنا ما جرى من فساد وإفساد وديون منذ عشرات السنين ومعظمها تمت بأيدي الفاسدين في السلطة والحكومة والبرلمان ، وهذا هو حال الأنسان المصرى بصفة عامة ، والشباب بصفة خاصة ..
حيث الهموم والحيرة ، والأحلام الغائبة الضائعة ، وآفاق المستقبل التى تبدو ضبابية وكاتمة لا يوجد شعاع نور لها يضئ لهم الطريق ….

إذا : يا وزير الرياضة لمن تدق أجراس الألم ، وأناشيد الوطنية فى مصر ..
أتدقها لشاب فقير فى مقتبل حياته ذو موهبة رياضية ، هرب من فسادكم وذهب يبحث عن مستقبله..
أما أنك تدقها إلى الأغنياء أمثال الفنانين أصحاب فيديو إعلان الدعاية مقابل الملايين لدولة الإمارات لترويج السياحة ، وإستعراض إمكانياتها …

إنما شاب فى مقتبل حياته يبحث عن مستقبله وأبواق نظامك يقول له هو وباقى الشباب المطحون لابد أن يتحملوا لأجل بلدهم ولا ييأسوا وأن يرضوا بالقليل لأجل أسم مصر ، وفى نفس الوقت يروا السلطة فى الدولة تكرم وتعطى لصوص رسومات الفن التشكيلى عشرات الملايين ، وهم يعلموا يقينً أنهم لصوص وغيرهم وغيرهم ….

وهنا نأتي للسؤال الأهم: ماذا قدمتم كوزارة شباب ورياضة لهؤلاء الشباب لحل مشاكلهم ، وسماع أصواتهم حتى لا يضعفوا أمام أحلامهم والجري وراء طموحاتهم بعيد عن بلادهم ؟

أن الأزمة التي تواجه المنظومة الرياضية المصرية حالياً هي أزمة سياسية في الأساس، لأنها تتعلق بواحدة من أهم أدوات القوة الناعمة للدولة وهي تلحق الضرر البالغ وتحرم مواهب حقيقة من الحصول على فرصة بسبب الفساد والوساطة….
فهذا الأمر دمر قطاع الرياضة
من أساسه .

كان ولابد فتح تحقيق عاجل مع وزارة الشباب والرياضة ومع كل مسئولي الرياضة بالأتحادات والأندية في مصر لمعرفة سبب مشاكل الشباب الذين يعانون أمثال البطل بغدودة وغيره

فأن اللائحة الأساسية للأندية الرياضية يوجد بها بنود تحتاج إلى تفعيل حقيقي، ونقلها بجدية من الورق إلى الواقع، وتحويلها من مجرد بنود إلى التزامات تشملها المحاسبة والمراجعة من قبل الجهات المختصة، والتدخل شخصياً لمعالجة مواطن الخلل والقضاء على الفساد المستشري في القطاع الرياضي وقطع أيدي العابثين الذين يحطموا أحلام الأبطال …

فأننا أمام مشكلة عميقة تغيب فيها المبادئ والقيم الأخلاقية، يصبح الممنوع مسموحا ً و المحظور مباحاً. وتصبح العلاقات الإنسانية تحكمها المصلحة وسيطرة القوي التي تساعد الكثيرين في مواجهة مواقفهم الحياتية، إلا أنها في المقابل تهدد سلامة الأبطال….
فلابد من تطويق ومكافحة مشكلة الفساد والسيطرة عليها من خلال إتخاذ قرارات وحلول حاسمة قبل أن نتهم الشباب بالهروب والخيانة ……

فهل الرياضة أصبحت أخلاق أم فساد….

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.