ضحية الوهم
كتبت / غادة العليمى
تعتبر مها صبرى من أجمل فنانات الخمسينيات، والتى اشتهرت بأداء الأغنيات الشعبية ذات اللون الراقى المميز.
من مواليد هذا الشهر
ولدت مها صبرى فى 22 مايو عام 1932 و اسمها الحقيقى زكية فوزى محمود، اختار لها اسمها الفنى الفنان عبدالسلام النابلسى، بلغ رصيدها الفنى أكثر من 25 فيلما سينمائيا من أبرزها: “إسماعيل يس فى السجن، وأنا العدالة، وحب وعذاب وبين القصرين”
اشتهرت بأغانيها الخفيفة، فكانت من أوائل المطربات اللاتى قدمن الأغنية الشعبية بشكل متميز وراق، ومن أبرز أغانيها “قد إيه حبيتك أنت” و”امسكوا الخشب يا حبايب” و”ما تزوقينى يا ماما قوام يا ماما”.
تزوجت مها فى سن صغيرة من رجل يكبرها فى السن كثيرا وكان يحبها ولا يرفض لها أى مطلب مهما كلفه الأمر وقد أنجبت منه ابنها الأول مصطفى ولكنها طلقت منه بعد عامين فقط من الزواج.
ثم تزوجت مرة ثانية من تاجر ميسور الحال أنجبت منه ابنتيها نجوى وفاتن، لكنها انفصلت عنه بعد ذلك.
أعجب بها على شفيق، وهو مسؤول كبير من رجال المشير عبدالحكيم عامر، فعرض عليها الزواج مقابل اعتزال الفن فقبلت، وقد أعطاها هذا الزواج نفوذا كبيرا فى البداية، إلى أن قامت نكسة 1967 حتى وضع زوجها تحت الإقامة الجبرية وتغير الوضع تماما وبعد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر تحسنت حياتهما حيث سافرة إلى لندن مع زوجها ولكنها لم يستمر طويلا حيث تم اغتياله هناك.
وعاشت مها صبرى من بعده حياة كلها معاناة وحرمان إلى أن لجأت لكوكب الشرق أم كلثوم لإعادتها ثانية للعمل الفنى.
لكن بعد ذلك أصيبت بقرحة في المعدة استمرت معها قرابة 4 سنوات، وخلال مرضها تعرفت على إحدى الجارات التى شدتها للجوء إلى الدجل والشعوذة.وخلال الفترة الأخيرة من حياتها ازدادت زيارات الدجالين عليها حتى أن أحدهم نصحها بتناول الزئبق الأحمر، وهى مادة لا وجود لها لكنها اسم شائع يستخدم فى الدجل والشعوذة.وصدقت مها صبرى كلام الدجالين وتناولت الأعشاب التى يطلق المشعوذون عليها الزئبق الأحمر والذى عمل على تدمير الأعصاب وقتل خلايا الكبد فدخلت فى غيبوبة الكبد حتى توفيت فى 16 من ديسمبر من عام 1989 رحمة الله عليها
ورحلت مخدوعة بوهم الزئبق الاحمر