كـم مـن شـيء كـره الإنـسان وقـوعه فصـار فـية خـيرا لــه
قــال العلامـــة ابــن عثيميـــن رحمه اللــــه
يجـب أن نعـلم
أنـه سبـحانه وتعـالى
لا يفـعل شـيئا إلاّ لحكمـة
خفـيت علـينا أو ظـهرت لـنا
والـدليل عـلى هـذا قـوله تعـالى :
{ ومـا تـشاءون إلا أن يشـاء الله إن الله كـان عـليما حكـيما }
فبـين أن مشـيئته مقـرونة بالحكمـة والـعلم
وكـم مـن شـيء كـره الإنسـان وقـوعه
فـصار فـي العاقبـة خـيرا لـه
كـما قـال تعـالى :
{ وعـسى أن تكـرهوا شـيئا وهـو خـير لـكم }
ولـقد جـرت حـوادث كثـيرة تـدل عـلى هـذه الآيـة
مـن ذلـك :
قبـل عـدة سـنوات أقلـعت طائـرة مـن الريـاض متّـجهة إلـى جـدة
وفيـها ركـاب كثـيرون
يزيـدون عـن ثلاثـمائة راكـب
وكـان أحـد الـركاب الـذين سجلــوا فـي هـذه الطائـرة فـي قاعـة الانتـظـار
فـغلبته عـيناه حتـى نـام
وأعـلن عـن إقـلاع الطائـرة
وذهـب الركـاب وركبـوا، فـإذا بالرجـل يستيقـظ بـعد
أن أغـلق البـاب، فـندم ندامـة شـديدة، كـيف فاتـته الطائـرة ؟
ثـم إنّ الله قـدر بحكمـته أن تحـترق الطائـرة وركـابها،
فسـبحان الله !
كيـف نجـا هـذا الـرجل
كـره أنه فاتتـه الطائـرة
ولـكن كـان ذلك خـيرًا لـه.
▣ ❪شـرح ريـاض الصالحـين ❪٨٤/٢❫