لما الجمهور دخل اول سينما في مصر .. مواقف وطرائف

حكاية فنية

حكاية اول سينما فى مصر

كتبت / غادة العليمى

حقا الفنون جنون فمابالك ببداية الفن الرابع

فى شهادة الناقد الكبير أحمد حسن عن بداية زحف السينما الى مصر واول مرة تقام فيها دار عرض سينمائى فى مصر..
قال انه واصحابة كانوا عاملين جميعة تمثيلية فى شارع الحبانية المتفرع من شارع محمد على بالقرب من جامع قيسون..

وفى يوم من الايام يا سادة يا كرام لقوا فى حركة غير عادية فى حتة الارض الفاضية اللى جنب دكانة المعلم محمد دبشة الجزار.. واللى كان التجار بيستخدموها فى تخزين البضايع..

فجأة بدأت تظهر على الحتة الفاضية دى علامات النضافة.. وبعد كده بدأوا يجيبوا دكك وكراسي يرصوها .. فبدأوا يسألوا ايه الحكاية يا ناس ؟ فقالوا والله هيفتحوا هنا سينما ..

وفى اول يوم فى السينما دخل أحمد حسن وجماعته التمثيلية مع جمع من الرجال والنساء ولقوا الارض مفروشة بالرمال الحمراء والصفراء تحية للقادمين.. ولقوا قدامهم حيطة جزء منها مدهون باللون الابيض..

وهوب النور اتطفي.. وهنا صاحت واحدة من الستات وقالت :النور اطفا فردت زميلتها “صلحوا النور جتكم خيبة” وبدأت الهمهمات لحد ما فجأة زهر شعاع نور على الحتة المدهونة ابيض.. وظهرت عليها عربية جواها راجل وست.. ولقوا المفهماتى ـ اللى بيقف يشرح للناس اللى بيحصل بما انها كانت سينما صامتة ـ واقف جنب الحتة البيضا وبيقول ” الراجل بيقول للست يا سيدتي انا بحبك” وبعد ما الراجل والست نزلوا من العربية يتمشوا المفهماتى قال “أهى دلوقت الست عقلها أتمخول” ..

بعد كده ظهر على الشاشة اتنين رجالة ملثمين جايين يسرقوا العربية فالمفهماتي قال “المغفل نسى الاوتروبيل عشان الست.. قاموا الحرامية خطفوه” وهنا صفق الناس للصين الجريئين..
وهكذا فضلت المشاهد مستمرة لحد ما خلص الفيلم اللى كان من فصل واحد قصير.. وخرج الجمهور من الفيلم بموضوع مختلف تماما عن موضوع الفيلم الاصلى لان المفهماتى ده كان بيفسر الفيلم على مزاجه وبما انه كان بيبقى من الفتوات فمكنش حد بيقدر يعارضه..

بيحكى الاستاذ احمد حسن عن ملاحظات اليوم ده وقال ان الستات وهما خارجين كانوا مشغولين بحاجة تانية خالص غير الفيلم ورسالته ومحتواه وخلافه.. الا وهى لبس البطلات ومكياجهم.. فقالت واحدة لزميلتها ياختى كل نسوانهم حاطين الاحمر والابيض ازاي؟ فردت عليها التانية وقالت “بس الفساتين دى مش ممكن يكون موجود زيها عند الجمال” والجمال ده كان اشهر محل بيع قماش وقتها..
اما الملاحظة الاهم بالنسبة لعم احمد حسن فهي أن واحد من افراد جمعيته التمثيلية كان فاكر ان الممثلين اللى بيقدموا الفيلم موجودين فعلا ناحية الشاشة وراح علشان يسلم عليهم ويهنيهم على ادائهم..

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.