محمد رمضان .. ذهب الاستعراض ورقص التمرد وتضخم الأنا والصدام مع القيم والأخلاقيات
محمد رمضان .. ذهب الاستعراض ورقص التمرد وتضخم الأنا والصدام مع القيم والأخلاقيات
في عالم تُصنع فيه النجومية عبر “الترند”، لم يعد الفن وحده هو معيار النجاح، بل أصبحت الصدمة أداة، والجدل وسيلة.
بقلم / نجلاء نادر
الفنان محمد رمضان، الذي لا يكاد يمر أسبوع دون أن يثير عاصفة على السوشيال ميديا، ظهر مؤخرًا في عرض استعراضي مرتديًا زيًّا مصنوعًا من الذهب الخالص، مع رقصات ذات طابع أنثوي مثير للجدل.
لكن السؤال الأهم: هل هذا مجرد أداء فني؟ أم أنه صدام حقيقي مع تركيبة المجتمع النفسية والثقافية؟
تحليل نفسي: تمرد الذات وتضخم الأنا
سلوك محمد رمضان يعكس ما يمكن تسميته بـ”نرجسية الشهرة”، حيث يبدأ الفنان في الإيمان بأنه فوق النقد، وفوق التقاليد، وفوق المجتمع نفسه.
الرقص الأنثوي ليس فقط كسرًا لصورة الرجولة، بل تحدٍ صريح لها.
استخدام الذهب بكثافة مبالغ فيها يشير إلى استعراض القوّة والثروة في وجه مجتمع يئن اقتصاديًا.
السلوك يحمل دلالات لا واعية للرغبة في السيطرة والتميّز، ولو على حساب صورة الرجل المصري التقليدية.
تحليل اجتماعي: بين صدمة الجماهير والتسليع
ما قام به رمضان ليس فقط مخالفًا لذوق بعض الناس، بل يُعد صدامًا مباشرًا مع القيم المجتمعية:
صورة الرجل الشرقي: تتعرض لتشويه متعمد أمام الجمهور، مما يخلق حالة من الرفض المجتمعي الشديد.
تسليع الفن: لم يعد الهدف تقديم رسالة، بل خلق مادة مثيرة للجدل تضمن الانتشار الرقمي والمكاسب التجارية.
انفصال عن الواقع: حينما يرتدي فنان ذهبًا خالصًا في بلد يعاني من أزمة اقتصادية، تتحول الصورة إلى استفزاز طبقي أكثر من كونها فنًا.
الآثار السلبية على الأطفال والمراهقين
هنا يكمن الخطر الحقيقي. فمحمد رمضان ليس مجرد فنان، بل قدوة للكثير من الأطفال والمراهقين.
تشويه مفاهيم الرجولة: الرقص الأنثوي والملابس المستفزة تزرع ارتباكًا في عقول الشباب عن معنى الهوية والرجولة.
تطبيع الاستفزاز: عندما يرى الطفل أن “الشهرة” تأتي من كسر القواعد، يبدأ في تقليد السلوك دون فهم لعواقبه.
زرع قيم سطحية: التركيز على المظاهر (الذهب – الاستعراض) يغرس مبدأ أن “قيمتك في ما تملك، لا في ما تكون”.
ضعف احترام القيم الاجتماعية: النماذج دي تدفع المراهق للتمرد على الأسرة والمجتمع بدعوى “الحرية” و”الاختلاف”.
خاتمة
ما يقوم به محمد رمضان اليوم ليس مجرد استعراض فني، بل هو معركة ثقافية، نفسية، واجتماعية تُخاض على مسرح مفتوح أمام ملايين العقول الصغيرة.
الرقص النسائي، الذهب المتدلي، وكلمات التحدي ليست مجرد زينة… بل رسائل مشوشة وخطيرة تُبث في وعي جيلٍ يبحث عن قدوته.
الشهرة لا تُبرر السقوط في مستنقع الاستفزاز، ولا تغني عن احترام قيم مجتمع كامل.
نجلاء نادر
معالج سلوكي واستشاري صحة نفسية
