مراد بقلم فطوم حسن

مراد
أحيانا تكون طيبة القلب ماساة يعانى منها الانسان
واحيانا تكون سبب رئيسى في وجع القلوب وجراحها
بطريقة مؤلمة تأخذ وقتا طويلا لكى تلتئم هذه الجروح
وربما لم تلتئم أبدا وربما تلتئم ظاهريا ولكن الالم موجود
يشعر به صاحبه فقط يتألم به وحده لا يستطيع احدا أن
يرى ألمه أو يشعر به الا هو وحده فقط
مثل العصفور الذى يضعه صاحبه في قفص
كبير مزين بالالوان الجميلة ولكنك لا تستطيع
أن تشعر مدى ألم العصفور بعدم إستمتاعه
بالحرية وجمالها ليس دائما الاشياء الظاهرة
هى الحقيقة ولكن ماخفى كان أعظم
واليوم ولاول مرة أذكر إسم بطل قصتى
مراد شاب هادئ الطباع أخلاقه عالية
ملامحه هادئة وأسمر اللون
وهو بار جدا بوالديه لايعرف في الحياة
الا طاعة ربه ووالديه وعمله
كافح في سن مبكر ونزل للعمل لمساعده
والده موظف على المعاش كافح واشتغل
والتحق بالكلية وأصبح معلم ومع ذلك
لم يترك عمله الذى كان يعمل به أثناء
طفولته لانه كان دائما يكن لصاحب العمل
كل التقدير والاحترام والاعتراف بالمعروف
والجميل لانه سانده منذ صغر سنه حتى وصل
مرحلة الشباب وهو يعمل معه ولن يتركه
حتى عندما اتيحت له الفرصة أنه ينفصل
عن هذا الرجل الذى كان دائما عونا له
ولكنه رفض بشده أن يتركه إعترافا
بالمعروف حقا إنه شاب صالح مثالى
ذات اخلاق نادرة في هذا الزمان
شاب نؤمن بالله ومخلص كل الاخلاص
لمن معه
يشاء له ابقدر ان مراد تزوج
من فتاة أعجبته وهى من نفس عائلته

وكان دائما شعاره اللى نعرفه احسن
وافضل من الذى لانعرفه
فتزوجها ووافقت كل العائلة عليها بالاجماع
لانها ابنه عمه والمثل الصعيدى يقول
ابن عمى يخطفنى على حصانه
ولكن للاسف دائما تأتى الرياح بما
لاتشتهى السفن
هذه الفتاة على عكس طباعه واخلاقه
هو هادئ الطباع وهى ذات طباع حادة
وصوت عالى هو يصلى وهى ترتدى
ملابس ضيقة تظهر كل مفاتن جسمها
هو لا يعرف البخل وهى شديدة البخل
رديئة الطباع والاخلاق سيئة في معاملتها
معه ومع أهله متسلطة
وكل هذا لم يكتشفه الا بعد زواجه منها
ظهرت على حقيقتها
وهو كان دائما لطيف معها
واصبح يرضيها ويراضيها بشتى الطرق
الممكنة ويقابل معاملتها السيئة بلطف ورحمة
وهى لن تستجيب لهذه المعاملة بل تزداد سوء
واصبح يتحمل ويتحمل
لحين ان اكتشف أنه لن ينجب اطفالا
انسان عقيما وهذا زاده حزنا والما
ولكنه لم يفقد ايمانه بالله
وازداد صبرا وتحملا
وهى لن ترحمه ولن تشعر بالامه
واحزانه تضغط على اعصابه بكلمات
جارحة وهو يزيد عليها حبا وحنانا
ويقابل هذه المعاملة بالود والرحمة
ولكنه هو الذى يحنتاج هذا القدر
من الحب والعطاء والاحتواء
وهى كبذرة شيطانية
لن تطرح الا ثمارا ردىئة
ليس لها طعم ولا رائحة
وذات يوم اكتشف خيانتها
له اصبح كلمجنون
وتحول الحمل الوديع
الا ثور هائج
ثائر على شرفه وكرامته
كم هى قاسية الدنيا عليك
يامراد
وظل يفكر هل يقتلها؟ أم يتركها ترجع
الى أصولها الخبيثة ؟
وبالفعل انفصل عنها بالطلاق
وأصبح يسأل ويخاطب نفسه
ويقول أيا ذنب أنا إرتكبته فى حياتى؟
هل السبب التضحية الزائدة؟
أم طيبة القلب ؟
هل من مجيب ؟

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.