مسرح الخليج بين التقليد والتجريب.. ندوة فكرية فى مهرجان المسرح التجريبى

مسرح الخليج بين التقليد والتجريب.. ندوة فكرية في مهرجان القاهرة

تغطية وتقرير_ أمجد زاهر

في إطار فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، بقيادة الدكتور سامح مهران، انعقدت ندوة فكرية حول “التجريب المسرحي في الخليج العربي”، بمشاركة خمسة باحثين ونقاد من مصر والخليج والجزائر، تحت إشراف الدكتور محمد زعيمة.

 

وهدفت الندوة إلى استعراض التجارب المسرحية في دول الخليج، والتحديات والفرص التي تواجهها، والعلاقة بين التقاليد الثقافية والابتكارات الفنية، والتأثير المتبادل بين المسرح الخليجي والمسرح العالمي.

 

 التجارب المسرحية في عمان

 

افتتحت الندوة الدكتورة عزة القصابي من سلطنة عمان، بطرح سؤال حول وجود التجريب في المسرح الخليجي، أم أنه مجرد مظاهر سطحية.

وأجابت على سؤالها بأن هناك تجارب قليلة ومتفرقة، لا تشكل حركة أو توجهًا مستقلاً.

وأرجعت ذلك إلى التغيرات السريعة التي شهدتها دول الخليج على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي،

والتي أثرت على المسرح كوسيلة للتعبير عن هوية المجتمع. وأشارت إلى أن المسرح في عمان كان يستند إلى التراث الشفوي والفولكلور، لكنه تعرض لضغوط من قبل السلطات أو من قبل جمهور يفضل المسرح التقليدي على المسرح التجريبي.

كما أنه تأثر بالمسارح الأوروبية، التي كان يقلدها أو يستوحى منها.

 

وأضافت “القصابي”: إن التحديات التي تواجه المسرح التجريبي في عمان تتمثل في كسب جمهور يستطيع فهم رؤية المخرج والمؤلف، وإقامة حوار بناء مع المؤسسات المسؤولة عن دعم المسرح، وإبراز دور المسرح في خدمة قضايا المجتمع.

كما أن هناك حاجة إلى تطوير المناهج التعليمية للمسرح، وتشجيع البحث العلمي والنقدي في هذا المجال.

 

التجارب المسرحية في السعودية

 

تبعها الفنان السعودي فهد الحارثي، بالحديث عن تاريخ المسرح في السعودية، وكيف كان يعاني من مقاومة ورفض من قبل بعض الجهات المحافظة، التي كانت تعتبر المسرح مخالفًا للشريعة أو مهددًا للهوية.

وقال إن هذا الوضع استمر حتى بداية القرن الحادي والعشرين، عندما بدأت تظهر بوادر التغيير والانفتاح على المسرح التجريبي، بفضل مشاركة الفرق السعودية في مهرجانات دولية، مثل مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي.

وأضاف أن هذه المشاركات أثرت على رؤية المخرجين والممثلين السعوديين، وأتاحت لهم فرصة للتعلم والتبادل مع زملائهم من مختلف البلدان.

 

وأكد “الحارثي”: أن المسرح التجريبي في السعودية لا يزال في مرحلة البداية، وأنه يواجه تحديات كبيرة، منها نقص الموارد المادية والبشرية، وضعف الإنتاج والترويج، وغياب النقد الموضوعي.

كما أن هناك حاجة إلى توضيح مفهوم التجريب، وتمييزه عن التقليد أو التقليل.

وأشار إلى أن التجريب هو عملية إبداعية تستند إلى رؤية فنية وفكرية، تستخدم المسرح كوسيلة للتواصل مع الجمهور، وطرح قضايا مهمة تخص المجتمع.

 

 التجارب المسرحية في الإمارات

 

ثم تولى الناقد مجدي محفوظ من مصر، عرضًا للتجارب المسرحية في دولة الإمارات، مستعرضًا أبرز المهرجانات والورش التي تشجع على نشر المسرح التجريبي.

وأشاد بدور مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة في الشارقة، الذي يقام سنويًا منذ عام 2000، والذي يستقطب فنانين من دول عربية وأوروبية.

وقال إن هذا المهرجان يقدم قبل انطلاقته ورش عمل فنية تهدف إلى تطوير مهارات المشاركين في كتابة وإخراج وتمثيل المسرحيات القصيرة. كما أنه يضم لجانًا للاختيار والتقييم، تضم نقادًا وأكاديميين من مختلف التخصصات.


التجارب المسرحية في البحرين

وفي الجزء الثالث من الندوة، تحدث الفنان البحريني يوسف الحمدان عن تجربته في المسرح التجريبي في بلاده،

وكيف تطورت منذ بداياتها في العشرينيات من القرن الماضي. وقال إن المسرح في البحرين كان يعتمد في البداية على المواد الأدبية والتاريخية، مثل مسرحيات شكسبير وشوقي وأباظة، وأنه كان يواجه صعوبات في الحصول على دعم أو تقدير من قبل السلطات أو الجمهور.

وأضاف أن المسرح التجريبي في البحرين بدأ يظهر في الستينيات والسبعينيات، بفضل جهود بعض المخرجين والممثلين الشباب، الذين كانوا يسعون إلى إبراز قضايا اجتماعية وسياسية مهمة، مثل مسرحية “كرسي عتيق” للمخرج محمد عواد.

وأشار “الحمدان” إلى أن المسرح التجريبي في البحرين لا يقتصر على استخدام عناصر جديدة في الإضاءة أو الموسيقى أو التصميم، بل يتضمن أيضًا تجديد في السرد والأسلوب والفكرة.

وقال إن هناك تجارب مسرحية متميزة في البحرين، مثل مسرحية “غلط يا ناس” للمؤلف فؤاد عبيد، التي تعالج مشكلة التغيرات الاقتصادية والثقافية التي تؤثر على حياة المواطن.

كما أن هناك مهرجانات مسرحية تشجع على نشر المسرح التجريبي في البحرين، مثل مهرجان “الصواري” للمسرح التجارب، والذي يستضيف فنانين من دول عربية وأجنبية.

التجارب المسرحية في الجزائر

وأخيرًا، تولت الباحثة الجزائرية جميلة زقاى تقديم نظرة نقدية على التجارب المسرحية في بلدها، وكذلك على باقى المشاركات في الندوة. وقالت إن المسرح في الجزائر له أصول تاريخية قديمة، تعود إلى فترات ما قبل التاريخ، حيث كان هناك أشكال من التعبير المسرحى مثل “الإستور” و”الإستور”، وهى أشكال من التروى والغزل.

وأضافت أن المسرح في الجزائر تأثر بالاحتلال الفرنسي، الذي حاول فرض ثقافته ولغته على الشعب الجزائري، وأن المسرح كان أحد وسائل المقاومة والتحرير.

وأشارت إلى أن المسرح التجريبي في الجزائر بدأ ينمو في الستينيات والسبعينيات، بعد استقلال البلاد، وأنه كان يهدف إلى إعادة بناء الهوية الوطنية والثقافية، والتعبير عن الواقع الاجتماعي والسياسي.

وقالت إن هناك أعمال مسرحية رائدة في الجزائر، مثل مسرحية “الخروج من الجحيم” للمؤلف كاتب ياسين التي تتناول مشكلة الإرهاب والعنف.

وفي ختام حديثها، قامت “زقاى” بالتعليق على المشاركات الأخرى في الندوة، مثنية على جهودهم ومساهماتهم في تسليط الضوء على التجارب المسرحية في دول الخليج.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.