من آداب الصيام بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركي  مدرس

من آداب الصيام بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركي 

مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

من آداب الصيام

شرع الله تعالى الصوم ليس لعلة الامتناع عن شهوة البطن من الطعام والشرب ولا شهوة الفرج بل أراد سبحانه تعليم عباده درسا عظيما ألا وهو تعليم التقوى .

يقول سبحانه وتعالى :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾

[البقرة: 183]

ومن دروس التقوى والتدرب عليها فهم ٱداب الصوم ومنها :

تبييت النية من الليل :

عن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ :

من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له .

أي : لا كمال في أجر صيامه ويكون أجره ناقصا.

وهذا دليل لمن قال من الفقهاء بتجديد نية الصوم كل يوم .

رواه أحمد وأصحاب السنن .

وفي هذا الأدب تدريب للعبد على عمل عظيم من أعمال التقوى وهو الإخلاص لله تعالى في العبادات قال سبحانه :

﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾

[البينة: 5]

والصوم من أعظم العبادات التي يتعلم بها العبد الإخلاص لله تعااى لأنه عمل سري بين الله تعالى والعبد لا يعلم حقيقته إلا الله فلربما قال بلسانه أنه صائم ولكنه في الحقيقة مفطر .

السحور :

وهو ما يتناوله المسلم من نعم الله عليه من طعام ليتقوى به على الصيام وهو بركة لقول النبي ﷺ :

تسحروا فإن في السحور بركة .

وبركة السحور في كونه يقوى على الصيام ويخفف المشقة فيه فضلاً عن اتباع السنة وما فيه من أجر وكذا مخالفة أهل الكتاب لأنه ممتنع عندهم والاستيقاظ في السحر وقت الإجابة والاستغفار .

قال سبحانه :

وبالأسحار هم يستغفرون

[ الذاريات / ١٨ ]

وفيه تعلم أن العبد فقير محتاج إلى نعمة الله عليه فهو الجائع الذي أطعمه الله والفقير الذي أغناه الله والطريد الذي ٱواه الله والمذنب الذي يغفر له الله والعريان الذي كساه الله فلتفهم إشارة النبي ﷺ إلى بركة السحور ليس لذات الطعام والشراب وإنما لما يصاحبه من معنى يجب أن تفهمه وهو أنك تعبد الله بنعمه وفضله وحوله وقوته ولولا ذلك ما عبدته وأنك تتقوى بتلك النعم على عبادته فالفضل منه وإليه .

وما يصاحبه من وقت شريف وقت السحر فيه تفتح أبواب السماء للدعاء وتنزل الرحمة والمغفرة من الله فافهم المعنى تكن من الفائزين.

ويستحب تأخير السحور 

فعن أنس عن زيد بن ثابت رضي الله عنهما قال:

تسحرنا مع رسول الله ﷺ ثم قمنا إلى الصلاة . قلت : كم كان قدر ما بينهما ؟
قال: خمسين آية .

رواه البخاري ومسلم

تعجيل الفطر :

ويستحب للصائم تعجيل الفطر لقوله ﷺ :

لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر .

رواه البخاري

ولمخالفة أهل الكتاب إذ كانوا يؤخرون الفطر إلى ظهور النجوم وكذلك لئلا يزاد في النهار من الليل وهذا أرفق بالصائم وأقوى له على العبادة .

وليس معنى تعجيل الإفطار هو أن تفطر قبل دخول الوقت ؛ لا إنما هو الإفطار قبل صلاة المغرب ؛ أي لا تصل المغرب إلا وقد أفطرت ولو على رشفة ماء لأن هذا من هديه ﷺ أن يفطر على رطبات قبل أن يصلي ، فإن لم تكن فعلى تمرات فإذا لم تكن حسا حسوات من ماء ، ثم صلى المغرب وتناول الطعام بعد ذلك .

الدعاء عند الفطر وأثناء الصيام :

يقول ﷺ :

ثلاث لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم .

رواه الترمذي بسند حسن .

وفي حديث ابن ماجة:

إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد .

تجنب ما ينافي الصيام :

من رفث ولغو وشهادة زور ونظر إلى المحرمات وغيبة وكذب وسوء خلق وتعامل وفحش وغلظة وتنازع وصخب وما عمت به البلوى من لعب ملهي ومشاهدة الأفلام الهابطة وسماع الأغاني الفاحشة وكل ذلك يُذهب أجر الصوم ويمحق بركته فكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش كما قال النبي ﷺ .

كثرة الإنفاق والصدقة على الفقراء ومدارسة القرآن :

روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :

كان رسول الله ﷺ أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرٱن .

رواه الشيخان البخاري ومسلم

إحياء ليلة القدر بالقيام والذكر والاستغفار وطلب العفو من الله سبحانه يقول ﷺ :

من أحيا ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه .

المواظبة على الصلوات في الجماعة وعدم تضييعها .

الاعتكاف في العشر الأواخر والاجتهاد في العبادة فيها .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.