مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى: التأليف المسرحى واحتفاء بالمواهب الشابة
مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابى: التأليف المسرحى واحتفاء بالمواهب الشابة
تقرير_أمجد زاهر
افتتح مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، في دورته التاسعة، فعالياته بحفاوة وإشادة كبيرة، ليواصل رحلته كأحد أبرز المنصات المسرحية التي تحتفي بالشباب والمواهب الجديدة.
الدورة التي تنعقد في الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر برئاسة المخرج “مازن الغرباوي“، وإدارة الدكتورة “إنجي البستاوي“،
تحتفي بالفائزين بمسابقة “فاطمة المعدول للتأليف المسرحي” ومسابقة “أبو الحسن سلام للبحث العلمي“، وتكرّم المبدعين في مجالات المسرح المختلفة.
تكريم إبداع الشباب في التأليف المسرحي
شهدت المسابقة تكريم مجموعة متميزة من الكتّاب الشباب الذين أثبتوا جدارتهم في مجالات التأليف المسرحي المختلفة، ما يعكس مستوى الإبداع المتقدم الذي وصل إليه جيل الشباب.
تم توزيع الجوائز على الفائزين في مختلف الفئات، حيث أظهر كل نص قدرة استثنائية على معالجة القضايا الإنسانية والاجتماعية بأساليب مبتكرة.
“محمد علي إبراهيم حسانين“، الفائز بجائزة النصوص الطويلة عن نص “نزيل الجنة”، أبدع في تقديم حبكة درامية معقدة، أثارت إعجاب لجنة التحكيم التي أشادت بتماسك النص وعمقه الفلسفي.
من جانبه، أكد محمد علي أن الكتابة المسرحية هي رحلة مستمرة لاكتشاف الذات وإيصال رؤى جديدة للجمهور.
أما أحمد سمير، مؤلف نص “الذباب”، قال : أنا ممتن لمهرجان شرم الشيخ المسرحي، حيث أعتبر نفسي أحد أبناء هذا المهرجان، حيث أن أول جائزة حصلت عليها كانت في عام 2019 من المهرجان، وكان ذلك بمثابة انطلاقة لاسمي في المجال المسرحي، وأعتبر أن أي نجاحات أحققها تعود بشكل كبير إلى هذا المهرجان.
في فئة النصوص القصيرة، أظهر “محمد عبد الوارث” مهارة لافتة في تقديم نصه “القطار”، الذي تناول فكرة الانتظار والقرار بأسلوب رمزي محكم.
وصرّح عبد الوارث بأن هذا التكريم يعكس دور أساتذته في تكوين رؤيته الفنية وتشجيعه على المضي قدمًا في الكتابة.
أما نص “ألف ليلة و…” للأمير حيدر عبد الله من العراق، فقد قدّم إعادة تفسير مبتكرة للحكايات الكلاسيكية، حيث لعب على تفاصيل الليلة الأولى من “ألف ليلة وليلة” مضيفًا منظورًا جديدًا مليئًا بالمفاجآت.
حيدر أعرب عن فخره بالمشاركة في المهرجان، مشيرًا إلى أن اسمه سيظل مرتبطًا بمهرجان شرم الشيخ بفضل الفرص التي منحها له للتعبير عن رؤاه الإبداعية.
اما الفائز عبد المنعم السايح
من الجزائر عبر عن رؤيته الخاصة في عالم المسرح، مؤكداً أنه لا يوجد حواجز بين كاتب شاب وكاتب كبير ، وأكد سعادته بالمهرجان لأنه يمنح فرصًا خاصة للشباب، وعرف نفسه أنه كاتب روائي ذو جوائز دولية، ولكنه اتجه إلى المسرح ليس فقط لإضافة تجربة جديدة إلى مسيرته، وإنما لإحداث “ثورة جديدة” في المسرح الذهني.
في مسابقة نصوص الطفل، لمع “أمجد زاهر” بنصه “سر الغابة العجيبة”، الذي حمل رسالة تربوية تتمثل في غرس قيم التعاون والشجاعة لدى الأطفال.
أوضح أمجد زاهر زخارى في رسالة صوتية أن المسرح يجب أن يكون أداة للتربية إلى جانب الترفيه.
اما الفائزة “رؤى عصام عبد الله” من فلسطين، أبدعت في نصها “مملكة الإيموجي”، موضحة أن الهدف من النص هو تقديم محتوى تربوي يجذب الأطفال بطريقة عصرية.
وعبرت نوال العدل الفائزة بنص ” تم التشويه بنجاح ” عن امتنانها الكبير لوالديها لدعمهما المستمر لمسيرتها الفنية
هذه التكريمات تعكس التزام المهرجان بدعم الشباب وتقدير إبداعهم، ليظل منصة ملهمة للمواهب الصاعدة ومشعلًا للابتكار في المسرح العربي والدولي.
دعم البحث العلمي في المسرح
إلى جانب تكريم المؤلفين الشباب، احتفى مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي بالفائزة في مسابقة أبو الحسن سلام للبحث العلمي، الباحثة “هبة رجب عمر“، التي أبهرت لجنة التحكيم ببحثها المتميز “الخطاب الأخضر في مسرح الطفل المعاصر من منظور المورفولوجيا البيئية الاصطناعية”.
هبة عبّرت عن امتنانها لهذه الفرصة، مشيرة إلى أن المهرجان يمثل منصة أكاديمية وفنية تساعد الباحثين على عرض أعمالهم أمام جمهور متخصص. وأشاد أعضاء اللجنة، مثل **الدكتورة رانيا يحيى**، رئيس أكاديمية الفنون بروما، بجودة البحث وأهميته.
“ثامر العربيد“، عميد المعهد العالي للفنون المسرحية بسوريا سابقًا، أشاد أيضًا بأهمية هذه المسابقات البحثية، التي لا تقتصر فقط على تكريم الفائزين، بل تساهم في إثراء المجال الفني بأفكار جديدة ومعالجات علمية لقضايا المسرح.
فاطمة معدول ورؤية مستقبلية
أكدت الكاتبة فاطمة المعدول أن العمل المسرحي يتطلب التعاون والتنسيق بين جميع عناصره، وهو ما يظهر بوضوح في الأعمال التي كُرمت خلال هذه الدورة.
دور المهرجان في إثراء الساحة المسرحية
أكد رئيس المهرجان المخرج “مازن الغرباوي “أن الدورة التاسعة ركزت على تنمية المواهب الشابة في مختلف مجالات المسرح، سواء من خلال التأليف أو البحث العلمي.
وأضاف أن هذه النسخة تميزت بفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول المشاركة، مما يساهم في تعزيز التبادل الثقافي والفني على مستوى العالم العربي والدولي.
رؤية مستدامة لدعم الفن
أثبت مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي في دورته التاسعة أنه ليس مجرد حدث ثقافي، بل منصة مستدامة تسعى لدعم المبدعين الشباب وتقديم محتوى فني متنوع. من خلال الاحتفاء بالإبداع في التأليف المسرحي والبحث العلمي، يواصل المهرجان تعزيز دوره كجسر بين الأجيال وتقديم رؤى فنية جديدة، لتظل شرم الشيخ منارة للفن والمسرح على المستوى الإقليمي والدولي.