نساء السودان بين خياري الإغتصاب أو الإنتحار

نساء السودان بين خياري الإغتصاب أو الإنتحار بقلم  الكاتبة دينا شرف الدين

نساء السودان بين خياري الإغتصاب أو الإنتحار

 

 

نساء السودان..ومن سخرية القدر و جبروت و ظلم أهل الأرض الذي فاق كافة حدود الإنسانية و خرق كافة مفاهيم و قيم الرحمة ، ما تتعرض له نساء و فتيات السودان من انتهاك سافر لكرامتهن و قهر لطبيعتهن  علي يد من انتُزعت من قلوبهم الرحمة و من شيمهم النخوة ، في صمت تام و غض للبصر من الجميع.

بقلم دينا شرف الدين

فقد نشرت عدة مواقع للتواصل الإجتماعي أخباراً عن انتحار ١٣٤ امرأة سودانية خوفاً من اغتصابهن علي يد ميليشيات قوات الدعم السريع بعد توغل القوات في ولاية الجزيرة السودانية،

حيث قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (تكوينا سلامي ) أن قوات الدعم السريع قد شنت هجوماً كبيراً في أنحاء شرق الجزيرة بين يومي ٢٠ و ٢٥ أكتوبر الماضي ، أطلق  فيها النار بشكل عشوائي،و ارتكبوا أعمال عنف جنسي ضد النساء و الفتيات ، و نهبوا الأسواق و المنازل، و أحرقوا المزارع .

و كان هذا الانتحار الجماعي للسيدات  تجنباً لحملة الانتقام التي شنتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة ، للهروب من الاغتصاب و التعذيب و العبودية الجنسية كما أطلقت عليها الناشطات السودانيات.،

حيث نصت عدد من التغريدات المتداولة و التي لا تنقلها وسائل الإعلام، أن مجموعة من النساء السودانيات اتفقن علي أنه في حال دخول قوات الدعم السريع سيذهبن إلي البحر ليغرقن معاً عن طريق ربط أشياء ثقيلة بأجسادهن.

المزيد:الكاتبة الجريئة “دينا شرف الدين “لـ أسرار المشاهير امنياتي في 2019 أن يخرج كتابي للنور واتمنى لزوجي المزيد من النجاح

و كانت هناك تغريدات استغاثة من السودانييين ، يناشدون فيها العالم لإنقاذ ولاية الجزيرة، فقد ذكروا أنه هناك ٢٩ حالة اغتصاب مؤكدة من بينها طفلة يبلغ عمرها السادسة، إذ تتعرض قرية السريحة بولاية الجزيرة لإبادة جماعية.

و ترجع حالة الانتقام التي يقوم بها قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة إلي انشقاق قائد قوات الدعم السابق ( إبو عاقلة كيكل ) و انضمامه إلي الجيش السوداني.

المزيد:“الأسطورة المصرية” بقلم دينا شرف الدين

آي نعم :

نشهد منذ أكثر من عام  أحداثًا تلاحقها أحداث بين أهل غزه و العدو الصهيوني و التي تعد كارثة منافية لكافة الأعراف و القيم الإنسانية ، و التي شغلت الرأي العام العالمي ما بين مؤيد و مبارك لانتهاكات إسرائيل كالحكومات الغربية تحديداً بأمريكا و أوروبا و معارض و مندد كالشعوب و الحكومات العربية و معظم الدول و الشعوب الأخري بكافة أنحاء العالم ، و ما زالت الكارثة مستمرة إلي أن يقضي الله أمراً كان مفعولا،

و لكن:

هناك أحداثاً جسام أخري بدول أخري لا تقل دموية عن تلك التي تحدث بفلسطين ، لم يذكرها أو يهتم بها أحد ، علي رأسها المجازر الكارثية التي تحدث بالسودان بين الطرفين المتنازعين علي السلطة ، قوات الجيش و قوات الدعم السريع العسكرية ،

إذ تتساقط الجثث بالشوارع و تزهق الأرواح البريئة و تتشرد العائلات و تتهدم المنازل ، دون أن تلتفت نشرات الأخبار بكافة أنحاء العالم لهذه المجزرة الإنسانية التي ترتكب بحق المدنيين  ،

فلم يكن العدو هنا هو المحتل المجرم كما يحدث بغزة ، لكنه من الأهل و العشيرة بنفس العرق و نفس الأرض ،

و ما يحدث بالسودان ، يحدث بعدد من دول أفريقيا تحديداً دول الغرب الأفريقي و التي كان أحدثها الجابون ، التي ثار بها الجيش لينقلب علي سلطة فاسدة خاضعة للنفوذ الفرنسي القاسي ، و من قبلها مباشرةالنيجر ، ذلك بعد بوركينا فاسو، غينيا، مالي وتشاد. وهي كلها مستعمرات فرنسية سابقة،

أما بالمنطقة العربية ، التي لم تلتقط أنفاسها بعد ، فالصراعات مستمرة بليبيا و العراق و سوريا و لبنان بشكل غير منقطع ، لا توجد له بالأفق بادرة انتهاء ،

و ما زالت المخططات الغربية تعمل بنجاح ساحق بعدد كبير من دول قارتنا و منطقتنا العربية و الإفريقية ، لنتأكد جميعاً أنها خطة طويلة الأمد ، لا تكف عن التلاعب بمقدراتنا و ضرب استقرارنا و قوتنا بأيدينا نحن ،

المزيد:الاعلانات والاعمال الدرامية بقلم :دينا شرف الدين

أعتقد أن ماعانيناه كمنطقة عربية بالعقد الماضي تحديداً منذ قيام ما يسمي بثورات الربيع العربي المنظمة ضمن خطة كبيرة تحرك خيوطها أطراف كثيرة و ترمي بآخرين من المأجورين إلي جانب المنتفعين و خدام الشياطين ليظهروا بالصورة التي تخفي بخلفيتها ما كان أخطر و أعظم .

ما يؤكد لنا أنها دائرة كبيرة تتوسطها إسرائيل و الجماعات المتطرفة التي تم الدفع بها لدرء الشبهات عن طفلة الدولة العظمي المدللة المنوط بها  تشتيت الشمل العربي ، ثم جاءت المرحلة التالية من الخطة بتصدير الذقون و الجلابيب و الوجوه المنفرة باسم الدين لاستكمال نفس المسيرة بداخل نفس الدائرة  .


نعم  :

ففي هذا التوقيت الحرج من عمر أمة العرب و في أوج تدهورها و ضربها بالإرهاب الأسود الذي تم تصديرة و تمويله و توطينه بأراضيها  بفعل فاعل أظن أنه قد كشف عن وجهه و نزع عنه الحجاب بتبجح و كِبر و تحدي غير مسبوق   
فضلاً عن انهيار أهم و أكبر دول المنطقة العربية و تفككها إلي دويلات متناحرة دينياً و مذهبياً  مستغرقة  حتي الآذان في عمليات القتال و التكفير و إراقة  دماء بعضهم البعض ، لتخلو الساحة أمام الصهاينة بدعم  غير متوقف مادياً و معنوياً  من الولايات المتحدة الصهيونية  لإتمام  إحدي خطط بني صهيون طويلة المدي في غفلة من الأمة العربية التي كان من المفترض أن تفوق قوتها كل الأمم  !

فهل ننتهز الفرصة لربما نستطيع الإتحاد الحقيقي بين دول المنطقة من استقر علي حاله و احتفظ بتماسكه و قوته و من فقدها ثم استعادها و من فقدها و ما زال يعاني الخراب و الإنهيار ،

فنحن كدول عربية إن تمكنا حقاً من التوحد و التلاحم ككتلة واحدة مترامية الأطراف متشاركة إقتصادياً و سياسياً و اجتماعياً لها اتحاد فاعل يتحدث بلسان واحد و توجه واحد و لهجة شديدة ناتجة عن قوة هذا الإتحاد الذي أحلم و أتمني أن يكون أشد قوة و أكثر تماسكاً من اتحاد أوروبا ،

آنذاك: 
سنصبح قوة يتحسب لها جبابرة الأرض و أباطرة العالم  ، و ستتحول تلك الشوكة التي باتت من الضعف الداخلي قابلة للكسر و الإستكانة أمام قوتنا التي لم و لن تفوقها قوة حال ان تعلمنا الدرس و اتحدنا بحق

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.