ويسألُونك عن الروح … بقلم: منال صالح

ويسألُونك عن الروح               

بقلم: منال صالح

الروح من أعظم مخلوقات الله..
“فإذا سويتهُ ونفختُ فيه من رُوحِي” بداخلنا نفخة من الرحمٰن ما هذا الشرف العظيم والمكانة العالية التي خصنا بها الله..
وهنا الروح لا يعلم بأمرها سواه وأمورها خفية “ويسألُونك عن الرُوحِ قل الرُوحُ من أمرِ ربي” وعندما تتصل بالجسد تسمى نفس وهنا تتحكم النفس بالعقل في الماديات هناك من يدفع نفسه لطريق الخير والمعروف، وهناك من يدفعها لطريق الشر والمنكر..
جاهد قدر المستطاع بأن تجعل هذه النفس خيرة مهما بدا لك الأمر ومهما ساءت أيامك وكثرت همومك بادر دائمًا بالقرب من الرحمٰن..
“وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ”
” يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المطمئنة رجعي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً”
كلًا منا يختار طريقه الذي يسلكه بالخير أو بالشر..
أما إذا خرجت الروح من الجسد لا تسمى نفس، وإنما تسمى روح وتصعد إلى بارئها ويموت الجسد ويفنى ولا تفنى الروح بل تصعد في الملكوت..
الروح أسرع من الجسد نفسه فعندما عرج النبي ﷺ في ليلة الإسراء والمعراج رأى أرواح الأنبياء لأن جسدهم في التراب..
وقال النبي ﷺ
“ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد”
وأرواح الموتى تستفيد من دعاء الصالحين أيضًا وتسمعنا وتشعر بنا ولا ترد..
والدليل على ذلك كان النبيﷺ يمر بالذين لقي مصرعهم بعد غزوة بدر وأصبحوا تحت التراب يا فلان بن فلان هل وجدت ما وعدك الله ورسوله حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدني الله حقا قال عمر يا رسول الله كيف تكلم أجسادًا لا أرواح فيها؟!
قال ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علي شيئًا..
ولنا ألا نترك هذه النفس دون ردع يجب الابتعاد عما نهانا الله سبحانه عنه والالتزام به ودائمًا نذكر الله في جميع الأوقات بل وأكثرها شدة نزيد ونزيد “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”..
فدائمًا تطرأ على مسامعنا اتصال الأرواح تفكر بشخص ويتصل بك في ذات اللحظة!
أو تشعر بشخص ما حدث له سوء ويكن هذا ما حدث بالفعل!..
وبذلك حينما تغيب العيون ويحل الصمت في الجسد المكنون هنا تتحدث الروح ولا حديث أصدق من حديث الروح..
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.