خديعة أحقيتهم في أرض الإسراء .. سكان فلسطين قبل استيلاء إسرائيل

خديعة أحقيتهم في أرض الإسراء .. سكان فلسطين قبل استيلاء إسرائيل

 

بقلم: د. رحاب أبو العزم

كثرت الأقوال الكاذبة بأحقية الإسرائليين في أرض فلسطين الحبيبة، وأنهم هم ملاكها من قديم التاريخ، وهذا أمر قد روجه المنافقون منهم لتزييف تاريخ الأرض المقدسة، وهذا ليس ببعيد عن العصابات الصهيونية فهم أهل كذب وخداع. فلنختصر حكاية أصحاب الأرض على قدر المستطاع ليتعلم أبناؤنا وأحفادنا أن الأرض الفلسطينية أرض الإسلام والمسلمين.

 

لقد سكن أرض فلسطين ثلاث قبائل:
1) الفينيقيون: وقد سكنوا المنطقة الشمالية الساحلية على شريط البحر الأبيض المتوسط وذلك عام 3000قبل الميلاد.
2) الكنعانيون وقد سكنوا جنوب الفينيقيين، وهم قبائل عربية هاجرت من الجزيرة العربية إلى المنطقة الوسطى من أرض فلسطين وذلك عام 2500قبل الميلاد.

3) جماعات من كريت: وهم سكنوها عام 1200قبل الميلاد، ولقد عاشوا في المنطقة بين يافا وغزة على شريط البحر الأبيض المتوسط، ولقد أطلق الكنعانيون على هذه الجماعات اسم فلسطين حتى أطلقت على الأرض.

*ما تناولته كتب التفسير*
ولذا فتاريخ الشعوب يؤكد أن اليهود ليسوا أول من سكن الأرض، بل دخلوا الأرض واستولوا على معظم أراضيها وذلك بعد حروب عديدة بينهم وبين القوم الآخرين. ولقد عزز القرآن الكريم التاريخ بتأكيده أن الأرض المقدسة لا يسكنها إلا المؤمنون بقوله تعالى: “يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ” ولقد أكدت كتب التفسير بأن الله تعالى لم يعدهم بتمليكهم الأرض إلا بشرط إيمانهم فهي لهم في حال إيمانهم، وأما في حال كفرهم فيسلبها العزيز القدير منهم؛ وبما أن اليهود كفروا بالله وبأنبيائه، وصبَّ الله عليهم غضبه ولعنته، فليس لهم حق في الأرض المقدسة، بل هي من حق العباد المؤمنين الصالحين، كما قال تعالى: “أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَالِحُونَ”
*خديعة اليهود المعاصرين أنهم من نسل بني إسرائيل*
إن اليهود المعاصرين يشيعون -كذبًا وتزييفًا- أنهم نسل بني إسرائيل الأوائل الذين سكنوا فلسطين، وهم -في زعمهم- أصحاب الحق في ميراث أولئك الإسرائيليين الأوائل الذين كانوا في فلسطين، ويسعى اليهود بكل الجهود الإعلامية والاقتصادية في نشر دعوى ضرورة نقاء العنصر اليهودي من الاختلاط بالأمم الأخرى، فهم الجنس الذي يحافظ على نقاء عنصره؛ وذلك بهدف تمجيد وتأكيد دعواهم أنهم أبناء يعقوب عليه السلام ومن ذريَّته، فيكونون بذلك هم أهل الوعود الواردة في العهد القديم لبني إسرائيل، مما يساعدهم على النجاح في استدراء عطف النصارى ونصرتهم.

 

إن النظرة العامة في أشكالهم وهيئتهم تؤكد تباين جنسياتهم؛ فمنهم من اتجهت بشرته إلى الملامح الأوروبية، ومنهم صاحب السِحنة العربية، ومنهم له الملامح الأفريقية، ومع هذا الاختلاف يتأكد كذب إادعائهم بأن أصلهم واحد، وأنهم اختلطوا -فعليًا- بأمم أخرى أورثتهم هذا الاختلاف في العِرق واللون.

*تأسيس يهود الإشكنازيم*
وفي عام 855 ميلاديًا نشأت مملكة الخزر داخل المناطق الجنوبية لمملكة الروس، واعتنق أهلها اليهودية تاركين الوثنية حتى أصبح جميع الخزر يهودًا في القرن التاسع، ثم سقطت المملكة في يد الروس الذين احتلوها وقضوا عليها، واستولوا على جميع أراضيها، وقد مُحيَت هذه الدولة من خارطة أوروبا في القرن 13 الميلادي، وتفرق شعبها على دول أوربا الشرقية والغربية، وكانت بولندا والمجر ورومانيا وروسيا تحوي أكبر تجمعاتهم؛ وهذه الأحداث تؤكد أن يهود الإشكنازيم- وهم يهود أوربا- ليس لهم أي أصول تعود إلى يعقوب عليه السلام وذريته، وكل ما يدعونه كذبًا وزورًا بل وأرى أنهم كما تم الاستيلاء على أرضهم وتفرقوا في البلاد يفعلون ذلك في أهل فلسطين ليهجروا أراضيهم وينتشروا في أنحاء البلاد المختلفة.

 

وذلك إنما لإحساسهم الدائم بالنقص والمعيبة والعار الذي لحقهم منذ تاريخ بعيد جراء ما اقترفوه من ذنوب عاقبهم المولى تعالى بالتيه في البلاد.

*عقيدة المسلمين*
ونحن المسلمون نؤمن أن فلسطين جزء من عقيدة المسلم؛ فهي أرض الأنبياء والرسل، والأرض التي أسري إليها سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم، والأرض التي ينزل إليها عيسى عليه السلام ليقتل الدجال في باب لُدّ بالأقصى كما أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم، وهي الأرض التي اختارها الله قبلة المسلمين قبل الكعبة المشرفة، وهي أرض المسجد الأقصى، فلسطين ليست عربية فحسب إنما هي وقف إسلامي وجب الدفاع عنه ونصرته بالدم والسلاح والمال والدعاء والبيان الإعلامي العالمي بكل لغات العالم.

 

نحن نؤمن بأن انتساب اليهود إلى يعقوب عليه السلام أو غيره لا يغير من موقفنا العدائي لهم ما داموا محاربين لنا، ومعتدين على إخواننا وأرضنا؛ فلا وزن لأنساب مع مجموعات تحرق أرضنا وتدمر بيوتنا وتنهك حرماتنا وتسرق تاريخنا.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.