جمال الغيطاني…عن الأدب والنقد والنسيج الذي صاغ الإبداع والإبهار

جمال الغيطاني …عن الأدب والنقد والنسيج الذي صاغ الإبداع والإبهار

مصطفى نصار 

الولادة والنشأة 

في يوم ٨ مايو من العام ١٩٤٥ وّلد الأديب و الكاتب المصري الشهير جمال الغيطاني في أسوان الذي تربى في أكنافها و تشربها في وجدانه و عقله بتراثها الغني و الخلاب ،مما سنح له بفرصة لإعادة قراءة و بناء التراث الذي كان مبهرًا أن يصور فيه صور دقيقة للغاية من التفاصيل المبهرة و الجميلة الخاطفة للعقل و القلب .

تأثر الغيطانى بأديب نوبل

و تأثر الغيطاني تأثرًا كبيرًا بنجيب محفوظ في دقة الوصف للقاهرة التاريخية في روايات مثل الزيني بركات و الزويل فأصبحت تحفة فنية ملئية بالعمق الوصفي و الدلالات التى تلقيك في قلب القاهرة المملوكية و العثمانية من روايات مثل القاهرة الجديدة و اللص و الكلاب و السكرية و بين القصرين .

و لقصة الغيطاني في العمل و الرزق أثر في إثراء و غنى مشروعه الأديب الضخم الذي طالما عج بالتفاصيل الدفينة و المعلمة لدروس عديدة  في الحياة مثل التعلم ممن حتى تكرههم ،فقد عمل عدة وظائف منها المعروفة التي اكتسبته شهرة و المغمورة الإبداعية الذي غاص فيها لنخاعه .

و منها وظيفة الناسج التى رسم بها عوالم الخاصة عبر صنع السجاد بأطزازته المختلفة و إضفاء الطابع النبوي و المصري القديم له مما مكنه من رسم صورة راسخة له بحيث مكنته من المشروع الأدبي الذي جعله يسبح في عوالم الخيال التاريخي الهادر الذي لا يقوده إلا قبطان ذا سدة .

و انتقل بعدها لعالم الصحافة و لكن كان له تجربة فريدة في الأدب حيث عمل بالأدب قبيل عمله بالتحقيقات الصحفية في أخبار اليوم عام ١٩٨٤ ، فبدأ إدهاش القارئ المصري بأعماله التى تمزج هواجس متعددة للنفس البشرية مثل الموت و حب التمسك بالحياة و تملك البشر منذ عام ١٩٥٣ أي قبل ٣٠ عاما من دخوله و تربعه على عرش الصحافة الثقافية  و الأدبية .

الغيطاني والأدب …عن علاقة تكاملية تضمن إحياء و استهلام التراث الشعبي و التاريخي .

أصدر جمال الغيطاني عام ١٩٩٣ دورية أخبار الأدب التى بأتت أكبر و أعمق طفرة بحق تغطي الأخبار الأدبية و الثقافية بصيغة شبابية أو بسيطة تناسب القراء من كافة توجهاتهم .

و لعل هذه السمة الأساسية التى مكنت الغيطاني من توصيف الأدوات السردية و الحكائية كافة الخاص بالرواية التاريخية من توصيف التاريخ بطريقة تناسب الجميع لا لاستخلاص العبر فحسب بل حتى للتعلم و إعادة التمثيل بطريقة وسطية تحجب عن الاختزال المخل و الملل و المفرط .

و يميز الخيط الواصل بين الأحداث و المواضيع الواصل بين الأدب و التاريخ أدب الغيطاني التى لا يبعد عن أسس و مبادئ الأدب الذي يتميز به نجيب محفوظ دون الاستعانة المبلغ فيها بالخطاب و اسلوب السرد الحقيقي و الواقعي ، فالفرق بين محفوظ و الغيطاني كالفرق بين من يرغب تناول ثمرة من شجيرتي البرتقال و اليوسفي ، فهما مشتباهان في الأصل و مختلفان في المذاق و الأثر الذي سيتركه في المتناول سواء من محبي البرتقال أو غيره من الحمضيات .

و الغيطاني أيضًا مدهشًا في وصف الشخصيات و الحوارات بالطريقة التي أكد عليه أمبيرتو إيكو أن الفكرة تأتي و يستغرق المرء بعدها في تنظيمها و توصيفها بطريقة منطقية مرتبة تنظم الأحداث ليعدل عليها الكاتب أكثر من مرة .

و هذا ما أكده نوثراب فراي في كتابه تشريح النقد حينما أشار أن ذكاء الكاتب يكمن في التوصيل المناسب لرسالته من خلال حسن التركيب و سهولته أي خروج العمل في صيغة السهل المتمنع .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.